خلف كل تسويق ناجح فهم عميق للجمهور المستهدف.. فلم يعد يكفي مجرد معرفة عمر العميل ومكان إقامته، بل صار التسويق يتطلب بحثًا مطولًا عن رغبات الجمهور واهتماماتهم وما يواجهونه من تحديات. سنساعدك في هذه المقالة على اكتساب تصورٍ واضح عن طبيعة جمهورك، لتحقق أهدافك التسويقية بكفاءة وإتقان.
ما هو الجمهور المستهدف؟
هم مجموعة الأفراد الذين يرغبون بطلب خدماتك أو شراء منتجاتك، بناءً على خصائص محددة، مثل توافقها مع اهتماماتهم، أو ما تحمله من فائدة شخصية لهم.
أنواع الجماهير المستهدفة:
جمعنا قائمة من الجماهير المختلفة لتحدد بعدها الأقرب لمجالك، فيما يلي الأنواع الأكثر شيوعًا في الساحة التسويقية:
1- الجمهور الجغرافي:
وهو الجمهور الذي قد تحمل بياناته مسبقًا، حيث يمكنك إنشاء جماهير مستهدفة استنادا إلى أشياء مثل العمر والجنس والموقع والحالة الاجتماعية وغيره، فمثلًا جيل الألفية المتزوج حديثًا لديه اهتمامات مختلفة تمامًا عن جيل التسعينات، والأشخاص المقيمين في منطقة ساحلية ينجذبون لأمور لا ينجذب لها أهل المناطق الجبلية، هذه الخصائص تساعد في بناء شخصية محددة لجمهورك، لتبحث بعدها عن الوسائل التسويقية المناسبة لهم.
2- الجمهور الثقافي:
ونعني به الجمهور المعتز بمعتقداته وقيمه، فقد لوحظ أن نسبة كبيرة من العملاء تتابع العلامات التجارية لمجرد توافقها مع مبادئهم الشخصية، على سبيل المثال تقديم خدمة مجانية للاستشارة في مجال عملك أو إرجاع المنتج في حال عدم فائدته، مما يعزز لجمهورك الثقة في علامتك التجارية، ويجعله يؤمن بقيم الأمانة والنزاهة لديك، وهذا يعني البحث في القيم والرسائل التي تعبّر عن علامتك التجارية أولًا، كي تستطيع أن تصل لجمهورك المتوافق معها.
3- الجمهور الفني:
وهو الجمهور المتابع والمحب لفنٍ معين، مثل التأليف والرسم والرياضة وغيره، فحتى لو لم تكن علامتك مخصصة لجمهور فنّي، فيمكنك الاستفادة منه عبر ربط خدماتك/منتجاتك بما يحبونه ويهتمون له، في هذا المثال المنشور استفادت العلامة التجارية السعودية "لافرين" بشعبية زوجة رونالدو "جورجينا"، وأطلقت عطرًا خاصًا بها نفد بعد إعلانه خلال ثلاثة أيام فقط، ولذلك يعدّ الجمهور الفني عاملًا مهمًا للتسويق الناجح.
فوائد العثور على جمهورك المستهدف:
- الدقة:
عندما تحصل على بيانات مفصّلة لجمهورك، وتتأكد من مناسبتها لعلامتك، سيسهل حينها التخطيط لاستراتيجيات تسويقية بناءً على النتائج التي توصلّت إليها، مما يختصر الوقت والجهد وكذلك المال، ستعرف كيف تحدد أولوياتك، وأين تضع ميزانيتك.
- التميز:
ستحتاج في مرحلة ما إلى المقارنة بينك وبين العلامات التجارية المنافسة لك، لكي تصل إلى نقطة تميزّك عنهم، ومن الوسائل الذكية البحث عن طريقة تعاملهم مع الجمهور، هل وصلوا إلى الجمهور الصحيح؟ وهل كانت أدواتهم ناجحة في ذلك؟ يمكنك اكتشاف تميز علامتك التجارية واستثمار الفرص بحسب ما قدمّوه أو ما غفلوا عن تقديمه للجمهور
- التواصل الفعّال:
حينما تصل إلى جمهورك المستهدف، وتفهمه فهمًا جيدًا، فأنت ستعرف بالضبط من تتحدث إليه وما هي الأسئلة التي سيطرحونها، حيث يمكنك التواصل معهم بطريقة مخصصة وأكثر إنسانية. مما يساعد في بناء علاقة وثيقة مع علامتك التجارية.
كيف تجد جمهورك المستهدف؟
- البحث:
تعدّ مرحلة البحث خطوة ضرورية للوصول إلى بيانات دقيقة عن عملائك، والكشف عن سماتهم ورغباتهم، وتحليل ما يجذب نظرهم، ويكون ذلك عبر توظيف فريق عمل مختص في البحث العلمي، وملم بمجال التسويق وإدارة الأعمال، حيث تساعدك البيانات البحثية على اتخاذ قرارات تسويقية أفضل، بما في ذلك اكتشاف جمهورك المستهدف وتحسينه. قد تدرك حتى أن لديك أكثر من جمهور مستهدف، لتنوع علامتك التجارية مثلًا، ولهذا تحكي البيانات البحثية قصة، كل ما عليك هو استثمارها لصالحك، والاستفادة منها في الوصول إلى جمهورك بنجاح.
- الاستماع:
نقصد بهذا دراسة معلومات العملاء الحاليين، أو ما يطلق عليه بـ"صوت العميل"، والذي نستطيع سماعه عبر التعليقات والملاحظات التي يرسلها العملاء في وسائل التواصل الاجتماعي، أو البيانات المعبأة في الاستبانات الاستطلاعية أو الحسابات الشخصية في التطبيقات والمواقع الخاصة بك، حيث يمكنك تكوين تصور حالي لطبيعة جمهورك المستهدف، وما الأدوات والاستراتيجيات المناسبة للوصول إليه، أو تغيير الاتجاه بما يلائم علامتك بشكل أفضل.
- التتبع:
وهو تتبع المحادثات التي يجريها جمهورك المستهدف حول علامتك التجارية والموضوعات ذات الصلة، يتطلب ذلك النظر إلى كل مستجدات مجال علامتك التجارية، وقراءة ما بين السطور لتحليل ما يقال بالفعل عنها، وخاصةً في منصات التواصل الاجتماعي، حيث تحمل قيمة معلوماتية هائلة تستطيع من خلالها العثور على خصائص جمهورك، وتحسين خطتك التسويقية بناء عليه.